كان سامي يقف في ممر المستشفى، يترنح بين الدعاء والبكاء. سمع الطبيب يقول:
"والدك لن ينجو… العملية عاجلة وتكلفتها عالية."
خرج كالمجنون يبحث عن حل، يمسح دموعه تارة، ويرفع رأسه للسماء تارة أخرى.

فكر يبيع سيارته… ثم قال: وما فائدة الحياة بلا أبي؟
فكر يبيع كليته ونشر إعلاناً على أحد المواقع، لكن المشرف منحه حظرًا فورياً.
ذهب للجمعيات الخيرية… الأبواب مغلقة.
عاد للمستشفى يحمل همه في فنجان أسود.

وقف أمام سرير والده بين الحياة والموت… ورن هاتفه.
اتصال غريب من البنك:
"نبارك لك… ربحت المليون درهم."
توقف الزمن.

وفي مقهى بعيد… عمته تشرب عصيرها وتبكي.
ظهر إعلان تلفزيوني: "شاب يدعى سامي ربح جائزة المليون!"
سقطت الكأس من يدها واتصلت بكل جهة حتى وصلت لسامي.

وصلت عمته للمستشفى تبكي، رفض سامي أن تدفع عنه.
بعد جدال اتفقا أن يتقاسما التكاليف.
تمت العملية… وعاد الأب للحياة.

بعدها… جلس الجميع لأول مرة منذ 20 سنة.
دموع، ضحكات، قصص ضائعة.
عمته تقول: "ما كنت أعرف إنك حي يا ولدي."

سامي يزور بيت عمته… استقبال وفرح كبير.
تعرف على أولادها… ومن بينهم بنت هادئة تخفي شيئاً.

ليلة ما… أخوها يراها من بعيد تتحدث وحدها.
اقترب… سمع صوت امرأة!
لكن لا يوجد أحد.
كانت تتحدث مع ظلها… واختفى الظل حين شعرت بوجوده.

العائلة بدأت تتهمها بالمسّ والسحر.
تنقلوا بين المشعوذين والأطباء.

لكن طبيب واحد قال:
"ابنتكم ليست مريضة… هذه موهبة. لا تقمعوها."
الأم بكت في حضن ابنتها واعتذرت.

كبرت البنت… وتقدم لها ابن خالها سامي.
في يوم كتب الكتاب كانت خجولة ولكن سعيدة للغاية.
تزوجا وبدأت حياة جديدة.

وفي النهاية…
سامي يقف أمام باب المستشفى نفسه،
لكن هذه المرة… قوي وناجح.
يخرج بطاقات مساعدة للفقراء.
ساعده القدر… فأصبح يساعد الناس.